استمر برنامج الأغذية العالمي بالحديث عن نقص حاد في الغذاء في قطاع غزة يوم 9 يناير/كانون الثاني بما في ذلك الأسماك واللحوم المجمدة والخضار والفواكه والخبز والحليب. كما أفاد السكان أنهم لا يستطيعون العثور على البيض في الأسواق.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وصلت حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 800 قتيل و3,300 جريح. كما قالت الأمم المتحدة أن 42 بالمائة على الأقل من القتلى هم من المدنيين وأن هناك زيادة قدرها 250 بالمائة في عدد القتلى من الأطفال منذ أن بدأت إسرائيل عملياتها البرية يوم 3 يناير/كانون الثاني.
بدوره، قال كريس غينيس، المتحدث باسم الأونروا بأن الوكالة "ستراقب عن كثب" التزام إسرائيل بهذه الضمانات حيث تبقى سلامة الموظفين مصدر قلق بالغ بالنسبة للوكالة.
وقال السكان والمزارعون أنهم خائفون من الذهاب إلى حقولهم لجمع المحصول في الوقت الذي ما تزال فيه القوات البرية الإسرائيلية تقسم القطاع إلى قسمين وتمنع الانتقال بين مناطقه المختلفة. وهذا أيضاً ما يزيد صعوبة نقل المنتجات الطازجة من المناطق الزراعية إلى مراكز المدينة.
وأخبر شخصان من سكان غزة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على كميات قليلة من الطعام، أكثرها من الفول المعلب والأغذية الجافة.
ويبقى الحصول على الصورة الإنسانية الكاملة للوضع في غزة صعباً للغابة حيث تستمر إسرائيل في منع الصحفيين من دخول القطاع لليوم الخامس عشر.
وقال بعض الفلسطينيين من داخل القطاع أنهم غير سعيدين بقرار الأمم المتحدة يوم 8 يناير/كانون الثاني بتعليق حركة جميع موظفيها، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر وبشكل كبير على عمليات توزيع الأغذية.
نقص الأموال
ويعيش حوالي 80 بالمائة من سكان غزة تحت خط الفقر المحدد بدولارين في اليوم. وقال هؤلاء أنهم بحاجة للمساعدات الآن أكثر من أي وقت مضى.
ومن القضايا الملحة أيضاً النقص الحاد في السيولة في غزة، مما يحد من قدرة الناس على شراء السلع حتى بالنسبة للذين يملكون بعض المال. كما حظرت إسرائيل تحويل الأموال من الضفة الغربية إلى القطاع وقال صندوق النقد الدولي أن غزة بحاجة إلى التحويلات المالية من أجل الاستمرار.
الصورة: شبتاي جولد/إيرين |
يقول المزارعون أنهم خائفون من الذهاب إلى حقولهم لجمع المحصول (صورة أرشيفية) |
وكان المسؤولون الإسرائيليون قد نفوا وجود أزمة إنسانية في غزة وقالوا أن المشاكل التي يعاني منها القطاع تقع على عاتق حماس.
القتلى من موظفي الأمم المتحدة
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهي أكبر منظمة أممية لخدمة الفلسطينيين أنها ستستأنف عملياتها في قطاع غزة "في أسرع وقت ممكن" بعد أن حصلت على ضمانات من الجيش الإسرائيلي يوم 9 يناير/كانون الثاني باحترام سلامة موظفيها والمؤسسات التابعة لها.
وقد قتل ثلاثة موظفين محليين تابعين للأمم المتحدة منذ أن شنت إسرائيل حملتها على غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول. كما تعرضت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة لهجمات، من بينها مدارس تابعة للأونروا كان سكان القطاع قد احتموا داخلها من القصف الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص.
وقال روبرت سيري، منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط وكارين أبو زيد رئيسة الاونروا في بيان مشترك لهما أن "الأمم المتحدة قد حصلت على ضمانات قوية بأن سلامة موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها وعملياتها الإنسانية ستحترم كلياً بما في ذلك تعهدات باتصالات أفضل وتنسيق داخلي أكثر فاعلية مع الجيش".
الصورة: الحياة للإغاثة والتنمية |
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وصلت حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 800 قتيل و3,300 جريح |
لا يوجد مكان آمن في غزة
في أثناء ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه حصل على شهادات من شهود عيان تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أجبر في وقت سابق من هذا الأسبوع 110 فلسطينياً، نصفهم من الأطفال، على دخول مبنى سكني في حي الزيتون في غزة وطلب منهم البقاء داخله. وفي صباح اليوم الثاني قام الجنود بقصف المبنى مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة أن الأمر الأبرز هو عدم وجود مكان آمن في غزة.
كما وصفت شهادات الناجين مشاهد لمجازر حيث كان القتلى والجرحى مدفونين تحت الأنقاض لأيام عدة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم 8 يناير/كانون الثاني أن إسرائيل خرقت القانون الدولي الإنساني بسبب عدم مساعدتها للجرحى في حي الزيتون وعدم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر الفلسطيني بالوصول إليهم.
وفي تقدم طفيف، قال بعض السكان أن الكهرباء قد عادت لساعات قليلة في بعض المناطق بعد أن سمحت إسرائيل بدخول بعض إمدادات الوقود. ومع ذلك تبقى إمدادات الماء والكهرباء محدودة جداً في القطاع حيث ما تزال محطة الكهرباء الوحيدة في غزة معطلة.يارب يساعدهم~~~~.